الارقام وبعضِ دلالاتها في الكتاب المقدس


اولا هناك بعض الارقام التي تكررت في الكتاب المقدس ومنها بصورة خاصة الرقم ثلاث والرقم سبعة والرقم اربعون.


فالرقم ثلاثة ارتبطَ بكمال الثالوث الاقدس ووحدانية الله.


والرقم اربعون ارتبط بإكتمال العقاب, مثل قول الرب لنوح عن الطوفان: أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ, ومثل تيه العبرانيين في صحراء سيناء اربعين سنة.


اما الرقم سبعة فإرتبط بكونه رمز الكمال والإتْمَام, فالله خلق كل شيء في ستة ايام وتوقف في اليوم السابع الذي دُعيّ يوما للراحة, فالله بذاتِهِ روحُ ازلي لا يتعب ولا يعيا, لكنَّ اليوم السابع دُعيّ يوما للراحة ليكون مثالا للإنسان, فيعمل ألإنسان ستة ايام ويسبت او يرتاح في يوم السبت, اي في اليوم السابع. واما كون الله لا يحتاج للراحة ولا يتعب فهذا واضح في الاية ادناه من اشعيا التي قال النبي فيها:


أشعياء(40-28): أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.


والرب يسوع المسيح نوّهَ عن معنى ومغزى يوم السبت وتقديسهِ, بأنَّ السبت جُعِلَ من أجلِ الانسان, اي ليرتاح الانسان بعد عمل ستة ايام, كما ذُكِرَ في سفر التكوين عن الخلق بستة ايام واليوم السابع هو يومُ للراحة, فقال الرب:


مرقس(2-27): ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:" السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ".


وهنا يجب أن لا ننسى بأنَّ الله لم يعمل شيئا بيديه ليتعب فيه (بحسبِ تفكيرنا ألإنساني), فهو خلقَ كُلَّ شيء بكلمةِ كُن فيكون ومنَ ألعدم, ولم يعطي الامر لملائكته ان تساعد في إتمام الخلق, اي لم تشارك الملائكة الله في عملِ وإِتمامِ الخليقة, فالملائكة وروؤسائهم بجملتهم خٌلِقَهم أللهُ بنفس الكلمة, أي "كُنْ فيكون" ومن العدم ايضا, وقد خلقهُم أللهُ ليكونوا خُداما لهُ ولأبنائه ألمؤمنين, وعليهم الطاعة المُطلقَةَ وإِلا هلِكوا كما حدثَ مع الملائكة الذينَ سقطوا فأصبحوا شياطينا مأواهم النار في بحيرة النار والكبريت الابدية.


المزمور(104-4): الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً.


وقد إستشهدَ بها القديس بولس في:


العبرانيين(1-7): وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ:" الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ".


والله هو الكائِن الازلي ألابدي الوحيد الذي لا زمان ولا مكان يحدهَ, وهو من أوجدَ الزمان والمكان وملئهما بوجودهِ وبمخلوقاتهِ, وهناكَ تمييز خاص للإنسان, فألإنسان هو الوحيد الذي لم يَخلقهُ الله بكلمةِ "كُنْ فيكون" بل عمِلَهُ الله فجبلَ جسد آدم من ترابِ الارض, ثُمَّ نفخَ فيهِ روحا لم يَخلُقها أللهُ لأَنها نسمةَ من لدُنِهِ, لذا فإنَّ الانسان هو أسمى من ألملائكةِ مرتبةَ وهو تاج ألخليقة كُلِها, الذي من أجلهِ خلقَ أللهُ كُلَّ شيء, وهو إبنا لله, ولذا علمنا الفادي أن نقول "أبانا الذي في السماوات", فالبشر أوجدهم الله ليجمعَ من المؤمنينَ منهمُ شعبا مُختارا سماويا لمملكة الله السماوية الابدية, ويكون الله, هو فيهم وهُم فيهِ إلى الابدِ. وأما الزمان والمكان (أي الكون بجملتِهِ) الذين خلقهما ألله بكلمتِهِ, فيزولان ويفنيان, ويدخل شعبُ ألله ألمختار في أبدية الله أللامحدودة, ويقفوا أمام عرشهِ السماوي في مملكةِ ألله الابدية.


وكون الرقم سبعة يدل ويرمز للكمال والإتْمَامْ فقد ورد في الكتاب المقدس:


1- خلقَ الله كُلَّ شيء في ستة ايام, ولما أتمَّ الخلق (عمله) ارتاح اي توقف في اليوم السابع.


2- جعلَ الله كنيستهِ على الارض كنيسة واحدة, من سبعِ مراحل زمنية, وهي: أَفَسُسَ، وَإسِمِيرْنَا، وَبَرْغَامُسَ، وَثَيَاتِيرَا، وَسَارْدِسَ، وَفِيلاَدَلْفِيَا، وَلاَوُدِكِيَّةَ.تمتدُ من مجيء المسيح الاول ولغاية مقدمِهِ الثاني في مجدهِ.


رؤيا(1-20): سِرَّ السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي، وَالسَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الْكَنَائِسِ، وَالْمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأَيْتَهَا هِيَ السَّبْعُ الْكَنَائِسِ".


3-  تَمُرُ ألارض بسبعِ مراحل زمنية, من وقتِ مجيء المسيح الاول ولغاية مقدمِهِ الثاني في مجدهِ ليدين العالم, ثُمَّ تفنى بعدها.


الرؤيا(5-5): فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ:"لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ.


4- تتم مرحلة نهاية البشرية بسبعِ مراحل وبسبع إنذارات اي سبعِ أبواق ينفخها سبع ملائكة, ثُمَّ سبع ضرباتِ تُنهي ألأرض ويتوقف الزمن, وتقوم الدينونة.


الرؤيا(8-2): وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ، وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاق.


الرؤيا(15-1): ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ، عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ، لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ.



أخوكم في ألإيمان وألتبني


نوري كريم داؤد


08 / 05 / 2014



"إرجع إلى ألـبـدايـــة"